أضرار النفايات البلاستيكية على البيئة
البلاستيك مُصنّع بشكل أساسي من البترول ويمتاز بأنه قوي ومتين، فهو يتكون من جزيئات كبيرة الحجم ترتبط ببعضها بسلاسل طويلة الأمد تحتاج الى سنين عديدة لتتفكك وتتحلل مسببة مخاطر جمة أهمها مخاطر النفايات البلاستيكية على البيئة. يعد استخدام البلاستيك جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يدخل في معظم الأشياء ابتداءً من أكياس البقالة وعبوات المياه وأكياس التغليف وغيرها الكثير.
تستخدم المواد البلاستيكية لمرة واحدة، لينتهي بها الأمر في مكبات النفايات والحدائق العامة وعلى جوانب الطرقات وحتى في المسطحات المائية، ونتيجةً لذلك يحدث التلوث الذي يطلق عليه التلوث البيئي، وهو تراكم المواد البلاستيكية بدرجة كبيرة جداً في البيئة، مما يؤدي الى إلحاق الضرر بحياة مختلف الكائنات الحية وكذلك الإنسان.
يمكننا التعرف على مصادر التلوث البيئي للحد من آثاره السلبية، وفي هذا الخصوص بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً حثيثة في المحافظة على بيئتها من النفايات الضارة وأهمها البلاستيك، فقد اعتمدت آلية الرسكلة أو إعادة تدوير النفايات في الإمارات، وسنتحدث في مقالنا هذا بشكل موسع عن مخاطر النفايات البلاستيكية على البيئة وخصوصاً اضرار المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية.
مخاطر النفايات البلاستيكية على البيئة
تواجه الأنظمة البيئية سواء كانت التربة، أو المياه، أو الهواء أضرار وخسائر كثيرة بسبب تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة، فهذا النوع من النفايات لا يتحلل إلاّ بعد مرور آلاف السنين، مما يسبب أضراراً كارثية على البيئة والغلاف الجوي وصحة البشر والحيوانات والنباتات، سوف نقدم شرح بسيط عن مخاطر وأضرار النفايات البلاستيكية في البيئة وعلى الكائنات الحية.
أضرار البلاستيك على التربة
من المعروف أن النفايات البلاستيكية لا تتحلل على الفور، فهذا يؤدي الى تراكمها في التربة، مما يفقدها خصوبتها على المدى البعيد، بالإضافة الى وجود العبوات البلاستيكية وغيرها من المخلفات التي تؤثر على نمو الأعشاب والنباتات بشكل طبيعي، فهي تعمل على حجب ضوء الشمس عن التربة، مما يفسدها ويقلل من وجود الحشرات الحية فيها، وبالتالي يحدث خلل في التكوين البيولوجي للتربة، فتصبح غير صالحة.
أضرار البلاستيك على البيئة المحيطة
يتمثل خطر البلاستيك على اليابسة بشكل كبير بتلك الأراضي المخصصة لمكبات النفايات البلاستيكية، فنظراً لتكدّس كميات كبيرة من النفايات، تكثر بعض الكائنات الحيّة الدقيقة التي تُسرّع من عملية التحلل البيولوجي للمواد البلاستيكية، مما يؤدي الى إنتاج غاز الميثان، وهو الغاز المساهم بالدرجة الأولى في حدوث الاحتباس الحراري. بعض الدول تعمل على تركيب أجهزة لتجميع الغاز من مكبات النفايات والاستفادة منه في إنتاج الطاقة، ولكن هذا الأمر لا يمكن تطبيقه في جميع أنحاء العالم، مما يجعل المشكلة قائمة حتى هذه اللحظة. إضافةً الى تأثر آبار المياه الجوفية بسموم المخلفات البلاستيكية، وبالتالي تصبح غير صالحة للشرب.
اضرار المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية
تتعرض المحيطات الى خطر المخلفات البلاستيكية على البيئة البحرية التي تنتج عن تجمع الأكياس البلاستيكية وأوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها، ومع تراكم هذه النفايات، يموت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها، مما يودي بها الى الموت. مع مرور الزمن، تنقسم المخلفات الى عدة أجزاء صغيرة مخلفة أضراراً أكبر تتمثل بابتلاع الأسماك لها، مما يلوث أنسجتها ويؤدي الى موتها. أكثر الحيوانات البحرية المتضررة من المخلفات البلاستيكية هي السلاحف والحيتان والفقمة، حيث تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة وهذا يعمل على انسداد قنواتها الهضمية مما يؤدي الى موتها، بالإضافة الى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية، فإن التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة التي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها.
أضرار البلاستيك على الحيوانات والطيور
يخسر العالم الملايين من طيور النورس سنوياً بسبب المخلفات البلاستيكية التي تحملها الطيور في جهازها الهضمي، فتعمل على تلويثه وتدميره مع مرور الوقت ومن ثم الموت. إنّ الحيوانات والطيور التي تنجو من الموت تتعرض للعديد من الأمراض بسبب التلوث، وبالتالي تنتقل هذه الأمراض تلقائياً الى الإنسان عندما يقوم بأكلها. أما بالنسبة للحيوانات البرية، فإن تطاير الأكياس البلاستيكية في المراعي والمناطق الريفية يؤدي الى نفوق الكثير منها، مثل الأبقار والماعز والأغنام، فقد لوحظ أن وجود هذه الأكياس أو جزء منها يؤدي الى انسداد الجهاز التنفسي وخاصة القصبات الهوائية والرئتين، بالإضافة الى انسداد القناة الهضمية لدى الحيوانات التي تبتلعها، وتكون النتيجة إما المرض أو فقدان الشهية أو الموت.
تناولنا في هذه النقاط البسيطة مخاطر المخلفات البلاستيكية على البيئة آملين أن تأخذها بعين الاعتبار عند تعاملك مع مواد مصنوعة من البلاستيك.
أضرار البلاستيك على الإنسان
إضافة الى مخاطر النفايات البلاستيكية على البيئة، فهي تتسبب بالعديد من الأضرار على الإنسان سواء صحياً أو اقتصادياً، ومن هذه الأضرار ما يلي:
صحياً
تم اكتشاف العديد من العواقب السلبية للمنتجات البلاستيكية التي تهدد صحة الإنسان، وخاصةً المواد المستعملة في صناعة أوعية الأطعمة، فعند تعرضها لدرجة حرارة عالية، مثل تسخينها في الميكرويف، يمكن أن تتسرب هذه المواد الكيميائية الى الطعام وتنقله الى الإنسان. كما أنّ هناك العديد من أضرار المواد الكيميائية التي تدخل في تصنيع العبوات والأكياس البلاستيكية على صحة الإنسان، ومنها:
- خطر الإصابة ببعض السرطانات
- زيادة نسبة تخزين الدهون في الجسم
- زيادة مقاومة الأنسولين، وهو أمر يرتبط بمرضى السكري
اقتصادياً
تؤثر نفايات البلاستيك في البيئة على الأنشطة الاقتصادية كما يلي:
السياحة
هناك العديد من الدول التي تعتمد على شواطئها الخلابة في السياحة، فإن وجود المخلفات البلاستيكية أمراً غير مرغوب به أبداً بالنسبة الى مرتادي هذه الشواطئ، مما يؤدي الى خسارة الإيرادات العائدة من هذه الشواطئ، فقد يصل الأمر في بعض الأحيان الى إغلاقها بسبب وجود المخلفات بكمية كبيرة، كما أنّ عملية إزالتها تحتاج الى وقت طويل وتكلفة مادية عالية.
الصيد
يعد قطاع الصيد من أكثر القطاعات المتضررة من النفايات البلاستيكية الموجودة في المحيطات والبحار، حيث تعلق هذه النفايات في شبكات الصيد وغيرها من معدات الصيد، مما يؤدي الى خسارة الثروة السمكية الموجودة في المصائد وانخفاض مخزون المأكولات البحرية على المدى البعيد.
الملاحة
وجود المخلفات البلاستيكية يشكل خطراً كبيراً على عملية الملاحة البحرية، فمن الممكن أن تدخل هذه المخلفات الى مراوح القوارب والسفن، مما يعمل على إغلاق صمام سحب المياه وبالتالي تعطلها وتكبّد خسائر مالية كبيرة عند إعادة صيانتها.
نصائح للتقليل من استخدامات البلاستيك
إذا أردنا التقليل من حدة تأثير النفايات البلاستيكية على البيئة، علينا أن نحاول توفير بدائل للبلاستيك ونتجه لاستخدامها، وإن كانت أعلى تكلفةً وأكثر وزناً مثل الزجاج، إليكم بعض النصائح التي ستقلل من وجود نفايات البلاستيك في البيئة:
- إلغاء البلاستيك من النظام اليومي لتناول الطعام، أي تجنب استخدام الملاعق أو الأطباق أو الأكواب وقصبات الشرب وقطع تغليف الطعام المكونة من البلاستيك واستبدالها بالزجاج أو المعدن، فهي مادة مستدامة ولا تلحق الضرر بالبيئة
- البحث عن شركات إعادة التدوير والتواصل معها وابلاغها عن مكبات البلاستيك
- تغيير العادات الروتينية التي نقوم بها، مثل:
- شراء حقيبة مشتريات مصنوعة من القماش، ووضع الفواكه والخضروات فيها بدلاً من الأكياس
- استخدام الورق المقوى (علب الكرتون) بدلاً من البلاستيك، حيث يسهل إعادة تدويره واستخدامه في صناعات جديدة
- استبدال فرشاة الأسنان البلاستيكية بأخرى مصنوعة من الخيزران، فإن الأخيرة تحتاج أقل من 6 أشهر حتى تتحلل في التربة
- استبدال أي من المنتجات البلاستيكية البسيطة بأخرى خشبية، مثل علاقات الملابس وأرفف التخزين
نسعى في مدونة ماي بيوت المدونة العقارية والإجتماعية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة لنشر الوعي حول مخاطر النفايات البلاستيكية على البيئة كما نطمح أن نصل إلى مرحلة تصبح فيها بيئة الإمارات خضراء وصحية؛ من خلال تقليل استهلاك البلاستيك بعد أن أدركنا طبيعة النفايات البلاستيكية وأثرها على البيئة. يمكنك أن تتعرف أيضاً على جهود دبي للتخلص من المنتجات البلاستيكية، كما ننصحك بالاطلاع على مقال البيئة الصحية ودور الإمارات في المحافظة عليها. إذا كان لديك أي استفسار، اترك لنا تعليقاً في حيز التعليقات أسفل الصفحة، وسنجيب على جميع استفساراتكم في أقرب وقت ممكن.