دور الإمارات في دعم أصحاب الهمم
تلتزم دولة الإمارات بتمكين أصحاب الهمم، وتوفير بيئة داعمة تتيح لهم فرصًا متكافئة للإبداع والمشاركة، انطلاقًا من رؤيتها التنموية والإنسانية. يمتد حضور اصحاب الهمم في الإمارات كجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإماراتي، في مشهد يعكس أرقى صور العدالة والتكافل والريادة في دعم الإنسان أولًا، لذا ارتأينا أن نشير إلى إسهامات دولة الامارات في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في شتّى المجالات، فتابع معنا.
دور دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم اصحاب الهمم
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا بالغًا بأصحاب الهمم، إيمانًا بدورهم الفاعل في المجتمع، وقد انعكس هذا الاهتمام في مجموعة من المبادرات والسياسات التي تهدف إلى تمكينهم ودعمهم في مختلف جوانب الحياة. فيما يلي أبرز أوجه هذا الدعم:
الرعاية الاجتماعية والحماية من الإساءة
تظهر إسهامات دولة الامارات في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المجالات وعلى الأصعدة جميعها، وتعد الرعاية الاجتماعية الفائقة التي يحصل عليها أصحاب الهمم من أبرز إنجازات الدولة؛ إذ يحق للمواطنين المتواجدين في الدولة، الذين يُصنّفون من فئة اصحاب الهمم، الحصول على المساعدات الشهرية بناءً على القانون الاتحادي رقم (2) لعام 2001.
اعتمد مجلس الوزراء أيضًا سياسة حماية اصحاب الهمم في الإمارات من الإساءة؛ بهدف تمكينهم وأولياء أمورهم والعاملين معهم من التعامل مع حالات الإساءة، بالإضافة إلى الدفاع عنهم والكشف المبكر عن أشكال الإساءة المحتملة التي قد يتم توجيهها لهم.
تعليم اصحاب الهمم

تولي دولة الإمارات العربية المتحدة قطاع التعليم لأصحاب الهمم أهمية قصوى، إيمانًا منها بأن التعليم هو الأساس لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، وتنفيذًا لشعار “لكل طفل الحق في التعليم”، وضعت الدولة قوانين اتحادية تُلزم بتعليم الأطفال جميعهم، بما فيهم أصحاب الهمم، حتى سن الثامنة عشر، كما عملت على تطوير بيئة تعليمية شاملة في المدارس والجامعات، من خلال تطبيق استراتيجيات الدمج التربوي وتوفير الموارد المتخصصة.
من زاوية أخرى، تضم الدولة مؤسسات متخصصة لتعليم وتدريب أصحاب الهمم؛ مثل مركز دبي للتوحد، وجمعية الإمارات للصم، ومركز العين لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم، التي تسهم في تنمية قدراتهم الأكاديمية والحياتية بشكل متكامل.
توظيف اصحاب الهمم
تُجسّد دولة الإمارات التزامها بتمكين أصحاب الهمم من خلال دمجهم الكامل في سوق العمل، حيث تُمنح لهم فرص توظيف متكافئة وعادلة في مختلف القطاعات، دون تمييز على أساس الإعاقة. تنص التشريعات الإماراتية على حق أصحاب الهمم في العمل وشغل الوظائف العامة، مؤكدة أن الإعاقة لا تشكّل مانعًا أمام فرص التوظيف، بل تُراعي الاحتياجات الخاصة خلال عملية الترشيح والتقييم لضمان بيئة عمل دامجة وآمنة.
وتبرز بعض التجارب الرائدة مثل مقهى النحلة في أبوظبي، الذي يُدار بالكامل من قبل شباب من أصحاب الهمم، كمثال ملهم على نموذج الاقتصاد الاجتماعي، حيث يتحوّل التحدي إلى فرصة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم مؤسسة زايد العليا وشركات القطاع الخاص في تدريب وتأهيل أصحاب الهمم مهنيًا، بما يتناسب مع مهاراتهم وتطلعاتهم، في خطوة نحو سوق عمل أكثر شمولًا وعدلًا.
مبادرات حكومية رائدة لتعزيز دمج أصحاب الهمم
تحرص الجهات الحكومية في الإمارات على ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والدمج الكامل لأصحاب الهمم، من خلال سنّ تشريعات واعتماد سياسات تنموية شاملة تضمن المساواة وعدم التمييز في القطاعات جميعها، وقد انعكست هذه الجهود في عدد من المبادرات النوعية التي تسهم في تمكين هذه الفئة وتعزيز حضورها المجتمعي والاقتصادي، ومن أبرزها:
- بطاقة أثير: أطلقتها وزارة تنمية المجتمع، لتوفير امتيازات في الصحة والإسكان ورسوم المركبات وباقات الهاتف المحمول
- برامج التأهيل المهني: تقدمها مراكز وزارة الداخلية لتأهيل أصحاب الهمم لسوق العمل
- مؤسسة زايد العليا: تشرف على مراكز الرعاية الإنسانية، وتوفر دعمًا شاملًا لأصحاب الهمم
- خدمة السيارة المتنقلة: من بلدية العين لتسهيل إنجاز المعاملات لأصحاب الهمم وكبار المواطنين
- بطاقة سند: أطلقتها هيئة تنمية المجتمع في دبي لتقديم خدمات وتسهيلات موسعة للمواطنين والمقيمين من أصحاب الهمم
اعتماد القاموس الإشاري الإماراتي للصم
في خطوة رائدة تعكس دور الإمارات في دعم أصحاب الهمم من فئة الصم في مختلف جوانب الحياة، أعلنت دولة الإمارات عن اعتماد القاموس الإشاري الإماراتي، الذي يُعد مرجعًا موحدًا بلغة الإشارة، ويهدف إلى تعزيز التواصل مع مجتمع الصم وتسهيل دمجهم في المرافق التعليمية والإعلامية والمؤسسات الحكومية والخاصة.
تشكيل المجلس الاستشاري للأشخاص ذوي الإعاقة
حرصًا على ضمان صوت فعّال لأصحاب الهمم في السياسات والقرارات التي تمس حياتهم اليومية، تم تشكيل المجلس الاستشاري للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يضم نخبة من الخبراء والمعنيين وأصحاب الهمم أنفسهم، ليكون حلقة وصل مباشرة مع الجهات الرسمية، ويساهم في تطوير المبادرات والسياسات بما يلبّي احتياجاتهم ويعزز جودة حياتهم.
الخدمات الرقمية المتخصصة
توفر الحكومة الإماراتية مجموعة من الخدمات الرقمية المصممة خصيصًا لأصحاب الهمم عبر منصات ذكية ومواقع إلكترونية تراعي سهولة الوصول، ومن هذه الخدمات:
- إمكانية التقديم الإلكتروني للحصول على بطاقة “أثير” أو “سند”
- خدمات الحجز للمواصلات المخصصة عبر التطبيقات الذكية
- بوابات التوظيف الرقمية التي تراعي الاحتياجات الخاصة
- محتوى رقمي بلغة الإشارة على مواقع حكومية مختارة، ما يسهّل وصول الصم إلى المعلومات
اعتماد شعار جديد لأصحاب الهمم
بما يعكس توجهات الدولة في تعزيز الهوية البصرية لهذه الفئة، تم اعتماد شعار رسمي جديد لأصحاب الهمم، يتميز ببساطة التصميم ودلالاته الرمزية التي تعبّر عن القوة والشراكة والمساواة، وقد جرى استخدام الشعار الجديد في مختلف المنصات الرسمية، في خطوة نحو تعزيز الوعي المجتمعي بحقوقهم.
مراكز وبرامج التأهيل لأصحاب الهمم
تولي دولة الإمارات اهتمامًا بالغًا بتوفير بيئة تأهيلية متكاملة تلبّي احتياجات أصحاب الهمم وتدعم قدراتهم على التفاعل والاندماج في المجتمع، حيث تنتشر مراكز التأهيل المتخصصة في مختلف إمارات الدولة، وتشمل برامجها التدريب الأكاديمي والمهني والعلاج الطبيعي والنفسي، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية والتواصل، ومن أبرز هذه المراكز:
- مركز دبي للتوحد
- مركز دبي للرعاية الخاصة
- مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
- مركز دبي لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم
- نادي دبي لأصحاب الهمم
- نادي الثقة للمعاقين في الشارقة
قطاع النقل والمواصلات

تسخّر دولة الإمارات منظومة النقل والمواصلات لخدمة أصحاب الهمم بشكل يعكس التزامها بالتكافؤ والدمج المجتمعي، حيث تم تكييف معظم وسائل النقل العامة لتناسب احتياجاتهم الخاصة، فعلى سبيل المثال توفر الحافلات في مختلف الإمارات تجهيزات تسهّل الصعود والنزول، كما يمكن حجز سيارات أجرة مخصصة لهم بسهولة.
في أبوظبي، يحصل المواطنون من أصحاب الهمم على خصم 50% على تعرفة سيارات الأجرة، إضافة إلى بطاقات أجرة مجانية تتيح لهم التنقل بالحافلات العامة مدى الحياة، وتشمل التسهيلات أيضًا تصاريح وقوف مجانية في المواقف العامة، ومواقف مخصصة في جميع أنحاء الدولة، هذه المبادرات تؤكد حرص الدولة على تمكين حقوق أصحاب الهمم في الإمارات من التنقل بحرية واستقلالية.
خدمات الطوارئ لأصحاب الهمم
تولي دولة الإمارات أهمية قصوى لتوفير خدمات طوارئ فعّالة ومخصصة لأصحاب الهمم، لضمان سرعة الاستجابة وسلامتهم في الحالات الحرجة؛ إذ تتيح القيادة العامة لشرطة أبوظبي لأصحاب الهمم إمكانية الإبلاغ عن الحالات الطارئة عبر رسالة نصية إلى الرقم (5999)، حيث يتم التعامل مع البلاغ فورًا من خلال نظام ذكي مرتبط بقاعدة بيانات مؤسسة زايد العليا، ما يسهّل تحديد هوية المتصل واحتياجاته الخاصة. يُصنّف البلاغ تلقائيًا إلى جنائي أو مروري ليتم توجيه المساعدة المناسبة بشكل فوري، ما يعكس مدى تكامل الحلول التقنية مع الرعاية الإنسانية لضمان أمن وراحة أصحاب الهمم.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
في هذا الحيّز من المقال، نضع بين يديك أكثر الأسئلة التي تراود الأفراد عن كيفية ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإمارات، آملين أن نكون قد وفرنا عليك عناء البحث عنها:
ما هي أبرز القوانين التي تحمي حقوق أصحاب الهمم في الإمارات؟
القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 2001 بشأن رعاية أصحاب الهمم، إضافة إلى السياسات الوطنية الخاصة بتمكينهم، ومنها سياسة حماية أصحاب الهمم من الإساءة.
هل يحق لأصحاب الهمم الحصول على فرص عمل في الجهات الحكومية؟
نعم، يحق لهم العمل في القطاعين العام والخاص، ولا تُعد الإعاقة عائقًا أمام الترشيح للوظيفة، حيث تُراعى احتياجاتهم في معايير القبول.
ما القاموس الإشاري الإماراتي للصم؟
هو قاموس معتمد بشكل رسمي من الدولة؛ بهدف إلى توحيد لغة الإشارة في الإمارات، وتسهيل التواصل مع فئة الصمّ، ويُعد من المبادرات الرائدة في تمكين ذوي الإعاقات السمعية.
هل يحصل أصحاب الهمم على دعم مالي؟
نعم، يحصل المواطنون من أصحاب الهمم على مساعدات مالية شهرية وفقًا للقانون، وتختلف قيمتها حسب درجة الإعاقة وظروف الفرد الاجتماعية.
هل هناك أنشطة رياضية وثقافية مخصصة لأصحاب الهمم؟
نعم، توفر الأندية الرياضية؛ كنادي دبي لأصحاب الهمم ونادي الثقة بيئة داعمة لممارسة الرياضات المختلفة، كما يتم إشراكهم في الفعاليات الثقافية والفنية.
بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، وقدمنا لك دليلًا وافيًا عن اسهامات دولة الامارات في رعاية اصحاب الهمم في مختلف المجالات، متطرقين للإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة. إن كنت مهتمًا بمثل هذه الموضوعات، فنوصيك بالاطلاع على التسهيلات المقدمة لأصحاب الهمم في دبي بهدف توفير حياة كريمة لهم، ولا تتردد بإلقاء النظر إلى مراكز رعاية أصحاب الهمم في أبوظبي ومعلومات التواصل معها.
نوصيك بمتابعة مدونة ماي بيوت، المدونة العقارية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والاطلاع على مختلف الموضوعات التي تطرحها دوريًا. إن كان لديك أي استفسار فلا تتردد بمشاركتنا إياه من خلال تركه في حيّز التعليقات الموجود أسفل الصفحة، ولا تنسَ الاشتراك في نشرة ماي بيوت الأسبوعية ليصلك كل ما هو جديد.