كل ما ترغب بمعرفته عن منهج مونتيسوري التعليمي في الإمارات
يُعد منهج مونتيسوري التعليمي من أشهر المناهج التعليمية التي لاقت نجاحاً في تربية الأطفال على مستوى العالم نظراً لسهولة تعلّمها، سواء عن طريق القراءة أو حضور دورات التربية المتخصصة، ويبدأ تطبيق هذا الأسلوب من الولادة إلى أن يبلغ الطفل عمر 18 عاماً، وقد يصل في بعض الأحيان إلى عمر 24 عاماً. سبق وتطرّقنا في ماي بيوت بالحديث عن الفرق بين المنهاج الأمريكي والمنهاج البريطاني وغيره من المواضيع ذات الصلّة بالتعليم، وقمنا بإعداد هذا المقال لنسلّط الضوء على منهج ماريا مونتيسوري الذي يتميّز عن غيره من الأنظمة التعليمية العالمية كونه قائم على التعليم باللعب وتنمية المهارات الإبداعية والحركية لدى الأطفال.
ما هو منهج مونتيسوري التعليمي؟
منهج مونتيسوري هو أسلوب تعليمي ابتكرته ماريا منتسوري التي بدأت مسيرة نجاحها بالحصول على لقب أول امرأة في إيطاليا تحمل درجة الطب، ثم بمواجهة التحدي الذي انطوت عليه أولى مهامها في الحياة العملية، وهي العمل مع الأطفال المعاقين عقلياً، حيث قامت بتأسيس مدرسة للأطفال المعاقين وأدارتها، مطبقةً خلال تلك الفترة مبادئ “سيجوان” في تربية ذوي الإعاقات العقلية وتفوقت في ذلك تفوقاً باهراً.
دفع هذا التفوق ماريا لإجراء المزيد من البحوث العلمية والميدانية حول دراسة نمو الطفل وتحديد أنسب الوسائل لتعليمه، وقالت: “بينما كان الناس في منتهى الإعجاب بنجاح تلاميذي ذوي الاحتياجات الخاصة، كنت في منتهى الدهشة لبقاء الأطفال الأسوياء في ذلك المستوى الضعيف من التعليم”، ومن ثم قامت بتأسيس منهج مونتيسوري التعليمي لتعليم الأطفال بطريقة تتناسب مع نموهم واحتياجاتهم في كل مرحلة عمرية.
يراعي المنهج الإمكانيات الفردية لكل طفل، ويؤكد على ضرورة اهتمام العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية والعقلية والروحية والجسدية الحركية، وأيضاً اكتشاف وتنمية موهبة الطفل، ذلك بهدف مساعدته في تطوير مهارات الإبداع والتفكير الناقد لديه، وتعزيز قدرته على حل المشكلات وإدارة والوقت والاعتماد على النفس، كما ويشجع المنهج الأطفال على أن يكونوا مستقلين ذاتياً، ويسمح لهم بالتعلم من أخطائهم.
إن كنت تتساءل عن كيفية اختيار المدرسة الأنسب لطفلك وتراودك أسئلة حول ما يميّز منهج ماريا مونتيسوري عن باقي المناهج التعليمية، تابع قراءة المقال لتتعرف على مبادئ هذا المنهاج وميزاته وغيرها من التفاصيل المهمة.
فلسفة ومبادئ منهج ماريا مونتيسوري
تتيح صفوف منهج مونتيسوري للأطفال إمكانية التعلم واللعب بشكل منفرد أو في مجموعات ثنائية أو في مجموعات صغيرة أو كبيرة، ويكون التعليم إما داخل الصفوف أو خارجها، وإما على الطاولة أو على الأرض، ويتم الحرص على أن يتناسب حجم الأثاث وكافة المواد المستخدمة مع حجم الأطفال. تكون المواد المستخدمة في التعليم عبارة عن أشكال ملونة، ومواد طبيعية، وصور جدارية ممتعة تمنح الأطفال مزيجاً من التجارب الحسية والذهنية.
يرتكز التعلّم في منهاج مونتيسوري على مبادئ رئيسية، بحيث يكون الطفل هو محور العملية التعليمية، وفيما يلي قائمة بأهم هذه المبادئ:
- الاستقلالية: مساعدة الطفل على اكتساب قدر عالٍ من الاستقلالية وتنفيذ المهام بنفسه
- حرية الاختيار: إتاحة الحرية للطفل وفق حدود واضحة وثابتة ومنطقية، لتعزيز نموه بطريقة إيجابية وجعله مدركاً لتبعات اختياراته، وبالتالي تنمية الانضباط الذاتي لديه داخل بيئة الصف والبيئة الخارجية مستقبلاً
- الخيال: تعزيز الخيال والإبداع لدى الأطفال من خلال الأنشطة ذات النهايات المفتوحة، والتي تحفّزهم على استكشاف أفكار وعلاقات جديدة، وتهيّئهم للابتكار والتعبير عن الذات
- معلم مونتيسوري المُدرَّب: يجب أن يكون لدى معلّم الصف معرفة مختصّة بنمو الطفل والغرض من استخدام كل نشاط في بيئة التعلّم
- الاكتشاف: يبرز هنا الفرق بين منهج مونتيسوري وغيره من المناهج، فهو يتيح للأطفال فرصة اكتشاف الإجابات بأنفسهم، ويعزّز لديهم مهارات حل المشكلات ذاتياً
- التعليم العملي: يُعد من أساسيات المنهاج التعليمي، فهو يُفعّل استخدام الجسد والعقل والحواس ليتحول التعلّم إلى نشاط فعّال
- تجهيز البيئة: تلائم البيئة مراحل نمو الطفل جسدياً وعقلياً واجتماعياً وعاطفياً وتلبي احتياجاته في كل مرحلة تعليمية
- الاحترام: يعزّز المنهاج احترام قدرات الطفل التي تدفعه لخوض تجارب مختلفة، حيث تتم معاملته كشخص مستقل، وتحفيزه على احترام الأشخاص والأشياء المحيطة به
المراحل العمرية في منهاج مونتيسوري التعليمي
ينقسم منهج مونتيسوري إلى أربع مراحل تعليمية كالآتي:
- المرحلة الأولى:
- من الولادة إلى عمر 6 سنوات
- المرحلة الثانية:
- من عمر 6 سنوات إلى 12 سنة
- المرحلة الثالثة:
- من عمر 12 سنة إلى 18 سنة
- المرحلة الرابعة:
- من عمر 18 سنة إلى 24 سنة
أنشطة تتوافق مع منهج منتسوري لتطوير مهارات الطفال
يعتمد منهج مونتيسوري على التعليم من خلال اللعب وممارسة الأنشطة، وفيما يلي قائمة بأبرز الأنشطة التي يعتمدها المنهاج:
أنشطة المهارة الحركية
تنمي هذه الأنشطة الثقة والقدرة على تقييم المخاطر، ونذكر منها:
- حمل الصناديق من وإلى الرفوف دون إسقاطها
- حمل الأطباق والأكواب إلى الطاولة وإعادتها إلى المطبخ
أنشطة مهارات الحياة العملية
تعزز أنشطة مهارات الحياة العملية الاستقلال والقدرة على التركيز والتحكّم الذاتي، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
- إعادة الألعاب إلى مكانها بعد الانتهاء من اللعب
- المساعدة في طيّ الملابس الصغيرة كالجوارب
- ريّ النباتات المزروعة داخل المنزل
أنشطة المهارات الحسيّة
تساهم هذه الأنشطة في تطوير الحواس الخمس لدى الأطفال، وفيما يلي أمثلة عليها:
- اللعب بالعجينة وصنع أشكال مختلفة باستخدام قوالب التقطيع
- استخدام الأدوات الموسيقية، كالطبل والمزمار
أنشطة المهارات اللغوية والرياضية
تساعد أنشطة المهارات اللغوية والرياضية في تعلّم النغمات الصوتية وحتى أحرف العلّة، وذلك من خلال:
- قراءة القصص للطفل
- مناقشة الطفل في أشكال الأشياء من حوله، كالإطارات والعملات والنوافذ
أنشطة المهارات الاجتماعية والثقافية
تحفّز هذه الأنشطة التفاعل بين الأطفال والبالغين وتكسبهم مهارات التعبير عن الذات، ومن الأمثلة عليها ما يلي:
- أداء التحية والمصافحة والوداع
- الاعتذار عن السلوك السيء
ميزات منهج مونتيسوري التعليمي عن باقي المناهج
يتّسم منهج ماريا مونتيسوري بعدّة مميزات، نذكر منها:
- يتعلّم الأطفال بشكل فردي أو في مجموعات، ويمتلكون حرية المراقبة في حال كانوا مهتمين
- لا يتعين على الطفل المشاركة في عمل لا يريده، إذ تبقى الرغبة في التعلّم هي المحرك الرئيسي لكل نشاط
- يعتمد تعليم الأطفال على العمل واللعب أكثر من الاستماع والتذكر
- يقوم منهج مونتيسوري على حرية الاختيار لا على تحديد نشاطات وأوقات محددة، وبما أن كل شيء مصمّم ليكون مفيداً وتعليمياً، فإن الطفل حر في اختيار ما يناسب رغباته واهتماماته
- شمولية المنهاج التعليمي، فهو يعمل على تطوير العديد من الجوانب لدى الطفل، مثل:
- قدرة الطفل العقلية
- قدرة الطفل في السيطرة على الحركة
- استعمال الحواس
- التفكير والإدراك
- العزيمة والإرادة
- الوعي والتطوّر العاطفي
- القيم الأخلاقية والتمييز بين التصرف الحسن والتصرف السيء
- القيم الاجتماعية وتكوين الصداقات والمساهمة الفعّالة في الأعمال الجماعية
- المهارات اللغوية والمحادثة
كان هذا كل ما لدينا حول منهج مونتيسوري التعليمي، آملين أن نكون قد وفرنا عليكَ عناء البحث. ننصحك كذلك بالاطلاع على دليل الفرق بين المنهاج الوطني والمناهج الدولية في مدارس الإمارات، الذي يضم شرحاً مفصلاً عن كلٍ من منهاج وزارة التربية والتعليم، والمنهاج الأمريكي، والمنهاج البريطاني، ومنهاج البكالوريا الدولية، كما ويُمكنك الاطلاع على خطوات تهيئة الأطفال للعودة إلى المدارس للتعرّف على أهم النصائح الواجب أخذها بعين الاعتبار.
تعرّف في مدونة ماي بيوت أيضاً على أسماء أفضل المدارس الخاصة في أبوظبي وفق تقييم دائرة التعليم والمعرفة، بالإضافة إلى أسماء أبرز مدارس دبي الخاصة والحاصلة على تقدير “متميز” من هيئة المعرفة والتنمية البشرية، كما ويُمكنك أيضاً الاطلاع على قائمة أشهر المدارس العالمية في الشارقة وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالتعليم والجيل والجديد. أما في حال كان لديك أي استفسار أو اقتراح، يُسعدنا أن تتواصل معنا من خلال حيّز التعليقات أسفل الصفحة.