الأخطاء الإملائية الشائعة في اللغة العربية
للغة الضاد مكانةٌ رفيعةٌ بين لغات العالم، فلا لسان يضاهي اللسان العربي جزالةً وفصاحةً وبيانًا، وبه سُطّرت إنجازات شعرية ونثرية لا مثيل لها في أي حضارةٍ حول العالم، يقول الشاعر “واليَعرُبيةُ أندى ما بَعَثْتَ بهِ.. شجوًا من الحُزنِ أو شَدوًا من الطرَبِ” ولكن، ومع بزوغ العولمة وهيمنة اللهجات العامّية والألفاظ الدخيلة، غدا من الصعب إتقان العربية الفصحى الرصينة دون تعلّم قواعدها ومفرداتها في المدارس والمؤسسات التعليمية، ومع ذلك، لا زال البعض يقع في الخطأ واللحن، لا سيما في الكتابة، لذا، ارتأينا في هذا المقال أن نستعرض اخطاء املائية شائعة لدى مستخدمي اللغة العربية، حيث نستوضح معًا تصحيح تلك الأخطاء، لنتعلم لغتنا الأم على نحوٍ سليمٍ.
اخطاء املائية شائعة لدى مستخدمي اللغة العربية
تنفرد لغتنا العربية بقواعد نحوية وسمات جعلت منها من أكثر لغات العالم عمقًا وتعقيدًا، وهذا ما يمنحها هويتها الفريدة ويجعلها تفوق أي لغةٍ في جمال المبنى والمعنى، إلا إن هذا أيضًا ما يصعب على الأفراد إتقانها دون الوقوع في الأخطاء الإملائية، إذ لا بد من دراستها وفهم القواعد التي تحكم كتابة الكلمات والجمل. إليك مجموعة اخطاء املائية شائعة نرفقها بتصحيحٍ وتصويبٍ لئلّا تقع فيها:
كتابة النون عوضًا عن التنوين
نبدأ حديثنا عن اخطاء املائية شائعة في العربية بكتابة النون عوضاً عن التنوين، فكما تعرف، يلعب التنوين دورًا هامًا في توضيح الموقع الإعرابي للكلمة رفعًا أو نصبًا أو جرًا، إلا إنه يختلف عن النون، فالتنوين يُكتب بمضاعفة الحركة القصيرة على الحرف الأخير للكلمة على النحو الآتي:
- لغةُ – لغةٌ
- لغةَ – لغةً
- لغةِ – لغةٍ
فليس من الصواب أن تُكتَب (لغةٌ) بهذه الطريقة: (لغتُن).
كتابة الألف المقصورة عوضًا عن الألف الممدودة
الاسم المقصور هو كل اسم معرب ينتهي بألف مد لازمة مفتوح ما قبلها، وتُكتب هذه الألف اللازمة بطريقتين؛ إما (ا) أو (ى)؛ مثل: موسى، دنيا، كبرى، عصا، لكن البعض يجد صعوبةً في التمييز بين أشكال الألف، فتراه يكتب كلمة (دعا) بهذا الشكل (دعى)، وهنا، من الضروري تعلّم أصل تلك الألف، فالألف المنقلبة عن واو تكتب ممدودة، أما المنقلبة عن ياء تكتب مقصورة.
يمكن معرفة أصل الألف بعدة طرق، أولها الاستعانة بالفعل المضارع، فمضارع فعل (دعا) هو (يدعو)، بالتالي ألفه منقلبة عن واو، أما مضارع فعل (مشى) فهو (يمشي)، إذن ألفه منقلبة عن ياء. يمكن كذلك الاستعانة بمصدر الفعل، كما هو الحال في فعل (سعى) حيث إن مصدره (السعي)، وهو ما يرشدنا إلى طريقة كتابة الألف لأن المضارع (يسعى) اسم مقصور أيضًا.
كتابة الهاء عوضًا عن التاء المربوطة
نستطيع القول إن تصحيح الأخطاء الإملائية العربية ليس بالأمر السهل على الإطلاق، وخاصة عند كتابة الهاء عوضًا عن التاء المربوطة تحديدًا، إذ ستجدها هنا وهناك وهو أمر مؤرّق بعض الشيء، أليس كذلك؟
- هبه والصواب هبة
- لعبه والصواب لعبة
- روايه والصواب رواية
عمومًا، كي تتجنب الوقوع في هذا الخطأ، قُم بإضافة الكلمة المنتهية بالتاء المربوطة إلى كلمةٍ أخرى، على نحو (هبة الله) أو (رواية محمدٍ)، وبهذا ستلفظ التاء وتميّزها عن الهاء.
كتابة الياء عوضًا عن الكسرة
يتردد هذا الخطأ بالتحديد كثيرًا، حيث يعمد كثيرون إلى إضافة حرف الياء عند إسناد الفعل أو الاسم إلى ضمير المؤنث المخاطب، على نحو (قابلتي، ساعدتي، أسألكي)، كذلك (مدرستكي، منزلكي، بيتكي… إلخ)، والصواب أن يُسند الفعل إلى الضمير دون ياءٍ، كما نوضح أدناه:
- عليكي والصواب عليكِ
- أحسنتي والصواب أحسنتِ
- رأيتكي والصواب رأيتكِ
- عملكي والصواب عملكِ
كتابة الهمزة المتوسطة
عند الحديث عن اخطاء املائية شائعة في اللغة العربية، تتبادر الهمزة المتوسطة فورًا إلى الأذهان، فهي موضع خطئٍ للكثيرين، نظرًا لاعتمادها على الحركة الإعرابية لها وللحرف الذي يسبقها، حيث إن أقوى الحركات الإعرابية هي الكسرة، تليها الضمة فالفتحة، وفيما يلي توضيح لطريقة كتابة الهمزة المتوسطة:
- الهمزة على النبرة: عندما تكون الكسرة أقوى من الحركة الأخرى، مثل (أفْئِدة)
- الهمزة على واو: عندما تكون الضمة أقوى من الحركة الأخرى، مثل (رُؤْيا)
- الهمزة على الألف: عندما تكون الفتحة أقوى من الحركة الأخرى، مثل (ثَأْر)
- الهمزة على السطر: تسبقها ألف مد زائدة، مثل (سماء)
كتابة همزتي الوصل والقطع
لا زلنا في إطار الحديث عن الهمزة، حيث تشكّل كتابة همزتي الوصل والقطع عقبةً لدى الكثيرين، ولكي تميّز بينهما، فهناك قواعد محددة، هي:
- يُكتب فعل الأمر بهمزة وصلٍ في هذه الحالات:
- إن كان مصدره ثلاثيًا، على نحو (ذَهَبَ – اذْهَبْ)
- إن كان مصدره خماسيًا، كما في (انْتَظَرَ – انْتَظِرْ – انتِظار)
- إن كان مصدره سداسيًا، على نحو (اسْتَخْرَجَ – اسْتَخْرِجْ – استِخراج)
- إن كان ماضي الفعل رباعيًا مهموزًا، فإنه يكتب بهمزة قطع، كما في (أنجَزَ – أنجِزْ) أو (أنهى – أنهِ) وهكذا
- يُكتب المضارع المسند إلى ضمير المتكلم بهمزة قطع على الدوام، كما في (أستمتعُ، أشربُ، أقرأُ)
كتابة ضمائر المخاطب المفرد
قد تكون ممّن يشعرون بالاستفزاز عندما تقرأ أخطاء إملائية في الإعلانات، أو في رسائل الأصدقاء عندما يتم كتابة ضمائر المخاطبة بشكل خاطئ، كما في “أنتي” عوضًا عن “أنتِ” و”أنتا” أو “أنته” عوضًا عن “أنتَ”! وفي هذه الحالة بالذات لا تصرف نظرك عن هذه الأخطاء، بل قم بتصحيحها لمرتكبيها على الفور.
كتابة الواو عوضًا عن ضمير الهاء المتصل
عند إسناد الفعل الماضي إلى تاء المتكلم تتبعها هاء، وهي في محل نصب مفعول به، يعتقد البعض – مخطئين – أن الفعل ينتهي بحرف الواو، كما في الأمثلة التالية:
- زرتو والصواب زرته
- درستو والصواب درسته
- قرأتو والصواب قرأته
صرف الممنوع من الصرف
أسمعت من قبل بالممنوع من الصرف؟ هي مجموعة أسماءٍ في اللغة العربية (من بينها أسماء العلم، الصفات والجموع) لا تقبل التنوين، وتُجَرّ بالفتحة عوضًا عن الكسرة، وعلى الرغم من معرفة البعض بها على نحوٍ بديهي، إلا إن معظمهم لم يسمعوا بتلك القاعدة. تتعدد أمثلة الأسماء الممنوعة من الصرف، وإليك بعضًا منها:
الممنوع من الصّرف لعلّةٍ واحدةٍ
- الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة؛ مثل: عذراء – سمراء – بيداء – حسناء – صحراء، أو سلمى – صُغرى – وسطى – حُبلى – عُليا (على وزن فُعلى)
- الاسم على صيغة منتهى الجموع، وتشمل صيغة منتهى الجموع أوزانًا عدّة، أشهرها:
- فعائل = قبائل
- فواعل = قوافل
- أفاعل = أبارق
- فعالِل = دراهم
- فعاليل = دنانير
- مفاعِل = مساجِد
- مفاعيل = مفاتيح
مثلًا: أنشأت الدولةُ (مساجدَ) كثيرة
الممنوع من الصّرف لعّلتين
- المؤنّث تأنيثًا لفظيًا ومعنويًا؛ مثل (فاطمة – صفيّة – خديجة)، أو لفظيًا فحسب؛ مثل (معاوية – طلحة – أسامة – حُذيفة – عُبيدة)
- المؤنّث معنويًا، شريطة أن يزيد عن ثلاثة أحرف؛ مثل زينب – مريم – ملاك – سعاد
- العلم الأعجمي الزائد عن ثلاثة أحرف؛ مثل يوسف – إبراهيم – إسحاق – يعقوب – إسماعيل
- المركّب تركيبًا مزجيًا؛ مثل حضرموت – بعلبك – بيت لحم – سيبويه
- الاسم أو الصفة المنتهيان بألف ونون زائدتين؛ مثل عمران – سلمان – عُثمان – غضبان – عطشان
الخلط ما بين بين واو الجماعة وواو الفعل الأصلية
واو الجماعة هي ضمير متصل يسند إلى الفعل، كما في (عمِلوا، يعملوا، اعملوا)، وكما ذكرنا سابقًا، تنتهي بعض الأفعال بواو أصليةٍ، كما في (يدعو، يسمو، أرجو، أرنو)، وهنا، عليك أن تفرّق ما بينهما، فالأولى تتبعها ألف تُكتَب ولا تُلفَظ، وهو ما يميّزها عن الأفعال الثانية.
كلماتٌ تتكرر كتابتها بشكلٍ خاطئٍ
شرحنا في المقال مجموعة قواعد إملائية تعينك في فهم الكتابة الصحيحة للكلمات والجمل العربية، وفي هذا الجزء نستعرض مجموعة من الكلمات التي تشيع كتابتها على نحوٍ خاطئٍ، ونوضح الطريقة الصحيحة لكتابتها:
الخطأ | الصواب |
---|---|
الخطأ إنشاء الله | الصواب إن شاء الله |
الخطأ هاذا | الصواب هذا |
الخطأ حفض | الصواب حفظ |
الخطأ الرحمان | الصواب الرحمن |
الخطأ لألّا | الصواب لئلّا |
الخطأ اللذيِن | الصواب الذين |
الخطأ الذَين | الصواب اللذَين |
الخطأ يتضر | الصواب يضطر |
*ملاحظة مهمة
ستلاحظ أن بعض المفردات والجمل في هذا المقال مكتوبة بطريقة غير صحيحة كليًا، والسبب في ذلك أنك وعندما قمت بالبحث عن “أخطاء إملائية شائعة” كنت قد كتبتها “اخطاء املائية شائعة” دون وضع الهمزات مثلًا، ولهذا كانت هذه هي الطريقة الأمثل التي اضطُررنا فيها إلى استخدام كلمات البحث المتوقعة والمكتوبة بشكل غير صحيح إملائيًا حتى نوصلك إلينا مباشرة دون أن تضيع في صفحات المواقع الأخرى.
إلى هنا نختتم مقالنا الذي عرضنا فيه اخطاء املائية شائعة وتصويبها، فنحن نؤمن بضرورة تعلّم العربية كتابةً وقراءةً على النحو الصحيح، ونسعى لنشر المعلومات الصحيحة بين قرّائنا. إن كنت مهتمًا بتعلّم العربية وإتقانها وتفادي الأخطاء اللغوية، ألقِ نظرة على معاهد تعليم اللغة العربية في دبي، واستكشف ما تقدمه من برامج ودورات للمبتدئين والمتقدّمين، كذلك ننصحك بالاطّلاع على مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يهدف إلى دعم اللغة العربية وتعزيز وجودها والنهوض بها في النواحي المختلفة.
ستجد المزيد من المقالات المنوّعة والمفيدة في مدوّنة ماي بيوت، المدوّنة العقارية الأولى من نوعها في الإمارات، فتفضّل بتصفّحها، ولا تتردد بالتواصل معنا عبر حيّز التعليقات، كما يمكنك الاشتراك في نشرة ماي بيوت، ليصلك كلّ جديدٍ حول المواضيع التي تهمّك أسبوعيًا.