أيهما أفضل: الاستثمار في العقارات السكنية أم التجارية
يعد الاستثمار العقاري في الإمارات من أكثر المجالات ربحاً وأماناً، إلا أن ذلك يتطلب دراسة السوق جيداً والسير ضمن خطة منظمة، حيث يشتمل قطاع العقارات كغيره من المجالات على مكاسب وخسائر في بعض الأحيان، وبالتالي يتوجب على المستثمرين إدراك أبرز طرق رفع قيمة العقار ومعرفة ما يستقطب العملاء أكثر، العقارات السكنية أم التجارية؟ ولماذا؟ سنتحدث في هذا المقال عن كيفية الاستثمار في العقارات التجارية والسكنية وأيهما أفضل.
كيفية الاستثمار في العقارات
يختلف الاستثمار العقاري عن الأنواع الأخرى، إذ يتطلب توفير رأس مال كبير نسبياً مقارنة بالاستثمار في الأسهم مثلاً، كما يعد العقار وسيلة آمنة للحفاظ على الأموال وحمايتها من التضخم وقت الأزمات، فضلاً عن أن قيمة الأرباح المتوقعة تعتمد على عدة عوامل مثل المنطقة التي يقع فيها العقار، والخدمات التي تتوفر فيها وجودة التشطيبات والمواد المستخدمة، وأفضل وقت للاستثمار العقاري في الإمارات، ناهيك عن اختيار نوع العقار وفقاً للخطة الاستثمارية والميزانية والهدف من الاستثمار، الأمر الذي يتيح حساب نسبة العائد على الاستثمار بشكل أكثر دقة.
الفرق بين العقار السكني والتجاري
عند الحديث عن كيفية الاستثمار في العقارات فينبغي الإشارة إلى أهمية اختيار نوع العقار، ولكن ماذا نعني بالعقارات السكنية والعقارات التجارية؟
نقصد بالعقار السكني كل مبنى مخصص لسكن الأفراد أو العائلات ويشتمل على غرف ومطبخ وحمامات، ومن بين أنواع العقارات السكنية الاستوديوهات والشقق والفلل والتاون هاوس. أما العقار التجاري فيشير إلى كل منشأة غير مخصصة للسكن، مثل المكاتب والمصانع ومحلات التجزئة والمولات وقاعات الأفراح وغيرها!
الهدف من الاستثمار
يتمثل أحد أهم الأمور الواجب مراعاتها قبل شراء عقار بتحديد هدفك من الاستثمار، فهل أنت تبحث عن سكن خاص بك مستقبلاً؟ أم أن الهدف هو فقط الحصول على دخل إضافي منتظم؟ أم الاحتفاظ بالعقار وإعادة بيعه مستقبلاً؟
يلجأ الأفراد إلى الاستثمار في العقارات السكنية ليتم تأجيرها، ما يوفر لهم دخلاً شهرياً ثابتاً، كما يمكن بيع العقار بعد فترة من الزمن وتحقيق ربح في حال كانت أسعار العقارات مرتفعةً حينها، كذلك يعد شراء العقارات السكنية فرصة لعدم التعرض لآثار الأزمات الاقتصادية أو الحروب، والتي تسبب انخفاض القيمة الشرائية للأموال وهو ما يعرف بالتضخم.
من جهة أخرى، تستقطب العقارات التجارية المستثمرين ورجال الأعمال، وغالباً ما يكون استئجار العقارات التجارية استثماراً طويل الأجل، أي خمس سنوات وأكثر، إذ لا يتوقع من المحلات التجارية أو المطاعم أو قاعات الأفراح على سبيل المثال أن تدر أرباحاً كبيرة في بداية تأسيسها. تجدر الإشارة إلى نسبة المخاطرة المالية عند الاستثمار في عقار تجاري تزيد عما هو عليه في العقارات السكنية، ما يحتم وضع دراسة جدوى المشروع والاستعانة بالخبراء لتجنب الخسائر.
التكلفة
إن مقارنة التكلفة بين النوعين لن تكون دقيقة بالشكل المطلوب! حيث تلعب العديد من العوامل دوراً مهماً في تحديد قيمة العقار، فعلى سبيل المثال، يعد الموقع والخدمات من أهم الاحتياجات التي قد تشكّل محط جذبٍ للمستأجرين أو الباحثين عن عقار سكني، في حين يجب على الباحثين عن عقارات تجارية الاهتمام بقربه من مواقف الحافلات والمترو وغيرها من العوامل.
لتوضيح الصورة أكثر، قد يكون سعر شقة متوسطة المساحة في إحدى المناطق الراقية ثلاثة أضعاف قيمة شراء مكتب أو محل تجاري في منطقة ذات خدمات محدودة، وقد تزيد أو تنقص هذه النسبة بناءً على العوامل سالفة الذكر. الجدير بالذكر أن تكاليف الصيانة والتكلفة التشغيلية للمبنى أو المنشأة تؤثر بشكل ملحوظ على سعر العقار.
القوانين
يتمتع مالكو العقارات السكنية بحرية أكبر من حيث القوانين المتعلقة بالتراخيص، واختيار التصاميم الداخلية والخارجية للعقار، في حين تكون العقارات التجارية أكثر محدودية فيما يتعلق بذلك، كما أن العقارات التجارية بحاجة إلى عدد تصاريح أكبر، وتحقيق مجموعة من شروط الصحة والسلامة العامة، وهذا ما لا ينطبق على العقار السكني.
الاستقرار
يجب الأخذ بعين الاعتبار أن استثمار المال في العقار السكني أكثر استقراراً من العقارات التجارية، وذلك عند حدوث أزمة اقتصادية، فمن الممكن أن يقل الطلب على العقارات التجارية، في حين لا يمكن الاستغناء عن العقارات السكنية، بل ويزداد الطلب عليها بشكل مضطرد!
الجهة المستهدفة
لا شك بأن أعداد مستأجري العقارات السكنية كُثر، فنجد الأفراد والعائلات من جميع فئات المجتمع تلجأ إليها، ذلك أدى إلى زيادة توجه المستثمرين إلى المناطق السكنية في دبي أو أبوظبي وغيرها من إمارات الدولة، أما العقارات التجارية فهي ستكون هدفاً للمستثمرين ورجال الأعمال. من المهم القول أن العقارات التجارية تتفوق على نظيراتها السكنية من حيث توفر السيولة لدى الفئة المستهدفة، وغالباً ما يتم البيع نقداً دون اللجوء إلى الأقساط التي يرغب بها معظم الأفراد، كما أن التدوير بعدد المستأجرين يكون قليلاً جداً، إذ نادراً ما تقوم الشركة بتغيير موقعها كل سنة أو سنتين!
العوائد الاستثمارية
تتخطى عوائد الاستثمار التجاري أرباح الاستثمار السكني في معظم الوقت، فمع مرور الزمن، يكسب العقار التجاري شهرةً واسعة، وغالباً ما يرتفع سعره في حال افتُتحت بعض الشركات والمحلات التجارية بجانب العقار، في حين يكون ارتفاع سعر شراء أو إيجار العقار السكني محدوداً أكثر ويخضع لمقاييس محددة، بما فيها المنطقة ووضع السوق وحالة العقار وما إلى ذلك!
إيجابيات الاستثمار العقاري
إن كنت تبحث عن كيفية الاستثمار في العقارات التجارية أو السكنية، فننصحك بالاطلاع على أهم إيجابيات الاستثمار في كل نوع:
العقارات التجارية
- في معظم العقارات التجارية، لا يتكلف المالك النفقات التي لها علاقة بالصيانة والتصليح، بل يتحملها المستأجر بالطريقة التي تناسب عمله
- يحصل المستثمر في العقارات التجارية على أرباح مستمرة لفترة أطول، حيث تكون مدة عقود التأجير أطول من السكني
- غالباً ما يكون المستأجر قادراً على تحمل التكاليف المادية ودفع قيمة الإيجار أكثر
العقارات السكنية
- سهولة العثور على مستأجر في هذا النوع من الاستثمار، لكثرة الطلب على مكان للسكن
- تكلفة مادية أقل نسبياً مقارنةً مع العقارات التجارية
- عدم القلق بشأن العوامل الخارجية التي قد تؤثر على وضع المستأجر، فبكل الأحوال يبقى المستأجر رغم صعوبة الوضع المادي، إلا أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق بتخفيض الإيجار لفترة معينة
- سهولة بيع العقار في حال كنت ترغب بالاستثمار في عقار آخر، ولا سيما إن كان في منطقة راقية وبحالة جيدة
عند النظر إلى كيفية الاستثمار في العقارات السكنية أو التجارية، نجد أن الأمر يختلف من مستثمر إلى آخر، لذا قمنا في ماي بيوت بذكر إيجابيات كل نوع، بالإضافة إلى مقارنتهما من عدة نواحي. يمكنك دوماً الاطلاع على مقالات تتناول مواضيع مختلفة عند زيارة مدونتنا، مثل الإجراءات القانونية لشراء عقار في دبي التي قد يتسبب الجهل بها مشاكل كبيرة، واحرص أيضاً على الانضمام إلى مجموعة ماي بيوت الرسمية على الفيسبوك لتصلك مقالاتنا التي ننشرها أولاً بأول، أما في حال كان لديك أي استفسار، فيمكنك تركه في خانة التعليقات أسفل الصفحة وسنكون سعداء بالرد عليك.