أيهما أفضل: الاستثمار في الأسهم أم العقارات
الاستثمار في سوق العقارات أم الأسهم؟ لطالما طُرح هذا السؤال في أوساط المستثمرين، حيث يبحث كل منهم عن أكثر السبل آمناً للاستثمار وجني الأرباح والعوائد المرجوة، دون التعرض إلى المخاطر الكبيرة. في هذا المقال سنتطرق للحديث عن الفرق بين الاستثمار في العقارات والأسهم وإيجابيات كل منهما، إلى جانب ذكر الأمور الواجب مراعتها عند الاستثمار في كليهما. إذا كنت مهتماً في معرفة المزيد من التفاصيل تابع القراءة حتى النهاية.
الاستثمار في سوق العقارات
من المتعارف عليه وسط الجميع أن الاستثمار العقاري في دبي هو استثمار طويل الأجل، لذلك لاقى هذا النوع من الاستثمارات إقبالاً شديداً من قِبل الكثير من رجال الأعمال، خصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ نظراً لما تضمه من عقارات فاخرة وبمساحات متنوعة وأسعار تناسب الجميع، خصوصاً تلك المتوفرة في إمارتي دبي وأبوظبي.
خلال السنوات الماضية برهن السوق العقاري أنه الأفضل، والسبب في ذلك أن حاجة الإنسان للمنزل مهمة جداً كونه من الحاجات الرئيسية، وعلى الرغم من أن سوق العقار يوفر الكثير من الفرص لجني الأرباح باختلاف نسبها، إلا إن الاستثمار العقاري محفوف ببعض المخاطر أيضاً، لكنه بلا أدنى شك بديل مرغوب فيه بشدة مقارنة بالاستثمار في الأسهم.
ولا تنس أنه إذا أردت أن تكون مستثمراً في هذا المجال، فأنت بحاجة إلى توفر رأس مال بحوزتك للدفعة الأولى على الأقل، وهنا تختلف قيمة الدفعة من مطور عقاري لآخر، ومن بنك لآخر.
إيجابيات الاستثمار في العقارات
تكمن أهم إيجابيات استثمار العقارات بأن مخاطره أقل بكثير عن الاستثمار في بقية الأسواق، وأصوله ملموسة ويسهل فهمها والقيام بها، كما يتمتع هذا النوع من الاستثمارات بدخل ثابت ومستقر على مدى الأشهر والسنوات، وتنمو قيمته ويزداد سعره بمرور الزمن.
نضيف على إيجابيات الاستثمار في العقارات الربح السريع، فلا تحتاج إلى انتظار عدّة سنوات، حتى تتمكن من بيع العقار الذي تمتلكه أو تأجيره، والسبب في ذلك كثرة الطلب على سوق العقارات، كما يُمكنك أن تجعل الاستثمار في العقارات عملاً إضافياً يُدر عليك دخلاً إضافياً، وذلك من خلال شراء عقارات بمختلف أنواعها مثل الشقق، ثُم العمل على تجديدها وصيانتها، وبعد ذلك بيعها وتحقيق ربح ملحوظ في وقت بسيط.
من إيجابيات الاستثمار في القطاع العقاري سهولة التعلم والحصول على العقار المناسب على عكس الأسهم، حيث ببساطة يمكنك البحث عن العقار الذي ترغب فيه بسهولة من خلال الوسطاء أو المواقع المختلفة المتاحة على شبكة الإنترنت، وهي عادةً ما تكون مجانية وغير مكلفة.
فيما يخص التمويل العقاري في الإمارات، يمكنك الحصول على التمويل المناسب من أحد بنوك دبي المختلفة، التي تحرص دائماً على توفير القروض السكنية الميسرة للمواطنين، والمقيمين الأجانب الذين يرغبون بالاستثمار العقاري، فنجد هذه البنوك تتنافس في تقديم أسعار فوائد مخفضة لعملائها.
من الأمور الواجب معرفتها عن الاستثمار في القطاع العقاري تميزه بمرونة الأسعار على عكس الأسهم، فعند شراء سهم ما، لا يوجد مجال للتفاوض على السعر، بل يجب شراؤه بسعر السوق في ذلك الوقت، في حين أن في الاستثمار سوق العقارات يكون التفاوض فيه على أساس عملية البيع والشراء، كما أن هناك مجال كبير لشراء العقارات بأقل من قيمتها الفعلية، مثل تلك العقارات الخاضعة لأمور الميراث.
يتسم سوق العقارات بأنه مستقر نسبياً أكثر من سوق الأسهم، حيث يتطلب شراء العقار بطبيعة الحال بعض الجهد والوقت في البحث والاستشارات القانونية، بالإضافة إلى طول فترات التفاوض والتسوية في بعض الأحيان، وهذا يعني أن الممتلكات أقل عُرضة للمُضاربة قصيرة الأجل في سوق الأسهم، فالوقت الطويل الذي يتطلبه شراء عقار يقلل من تقلبات السوق على عكس الأسهم.
نختتم الحديث عن إيجابيات الاستثمار العقاري بواحدة من أهم الأمور؛ ألا وهي تنوع إستراتيجيات الاستثمار لمختلف الأشخاص، حيث يمكن لأي شخص الاستثمار في هذا المجال بغض النظر عن أهدافه المالية، فهناك عدة استراتيجيات للاستثمار العقاري؛ نذكر منها:
- نمو رأس المال على المدى الطويل
- الحصول على المال لفترات طويلة من خلال اختيار عقارات ذات أسعار تأجير مرتفعة
- زيادة قيمة العقار القديم من خلال تجديده
سلبيات الاستثمار في العقارات
أما سلبيات الاستثمار في سوق العقارات، فتكمن في ضرورة القيام بالصيانة الدورية، بالإضافة إلى مخاطر تحصيل الأموال من المستأجرين في حال تأجير العقار، بالإضافة إلى ذلك، عند التأخر في استلام العقار فإن ذلك يؤخر من المدة التي سيبدأ المستثمر من استرداد ماله.
إلى جانب ذلك، يلعب التضخم في أسعار الأراضي إلى رفع أسعار ومخاطر هذا الاستثمار، فضلاً عن تطلبه لرأسمال كبير. من الجدير بالذكر أن الاستثمار العقاري قد ينحصر ضمن الفئة المتوسطة مادياً فما فوق، وللفئة العمرية التي تنتمي أغلبها إلى فوق 30 عام.
الاستثمار في الأسهم
يعد الاستثمار في الأسهم هو الأجدى في فترات معينة من الزمن، لكنه ليس بالاستثمار المضمون، فهذا النوع من الاستثمار والتجارة قد يكون ذي أرباح عالية وسريعة دون مجهود يذكر، لكنه في نفس الوقت على المستثمر التنبؤ بأي خسائر قد تحصل في أية وقت وزمان.
قد تتمتع بعض الشركات العالمية المعروفة دولياً بأرباح هائلة، ويزداد سعر السهم مع مرور الزمن بزيادة عدد المستثمرين فيها، إلا إن عامل الأمان ضعيف جداً فيما يخص هذا النوع من الاستثمار.
يكمن الاستثمار في الأسهم من خلال شراء حصص صغيرة في شركة عامة، وتُعرف هذه الأسهم الصغيرة باسم أسهم الشركة، ومن خلال الاستثمار فيها، فإن المستثمر يأمل بأن تنمو الشركة، وتعمل بشكل ممتاز مع مرور الوقت، وإذا حدث ذلك تصبح هذه الأسهم أكثر قيمة مع مرور الوقت، وهنا قد يرغب مستثمرون آخرون في شرائها بسعر أعلى من سعرها الأساسي، وهذا يعني أنه يمكن لصاحب الشركة كسب ربح مضاعف إذا قرر بيعها.
إيجابيات الاستثمار في الأسهم
هناك العديد من الفوائد والإيجابيات للاستثمار في الأسهم، ويعد أهمها توزيع الأرباح بكل أريحية من قِبل الشركة لمستثمريها، ما يعني توفر دخل إضافي من الشركة للمستثمرين يتم دفعه إما سنوياً أو شهرياً بغض النظر عما إذا كان السهم قد فقد قيمته أم لا.
تتمثل إيجابيات الاستثمار في الأسهم بأن المستثمرين يحصلون على فرصة لكسب المزيد من المال، ومع مرور الوقت إذا ارتفعت قيمة الأسهم التي قاموا بشرائها؛ فسوف يشهد المستثمر نمواً في الأرباح، وبالمثل فإن الاستثمار في عدة أسهم مختلفة سيساعد المستثمرين على زيادة ثروتهم من خلال زيادة النمو في قطاعات متعددة، ما يؤدي إلى المزيد من الأرباح.
من مزايا استثمار الأسهم سهولة التسييل والحصول على المال نقداً، فضلاً عن تحقيق عوائد مالية عالية في فترة زمنية قصيرة مقارنةً بالاستثمار العقاري، ولا ننسَ بالطبع إمكانية الاستثمار في الأسهم بمبالغ صغيرة عن طريق شراء أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الميزة الرئيسية الأخرى للاستثمار المباشر في الأسهم هي أنه يمكن للمستثمر الشراء حسب اختياره، وليس من الضروري استثمار مبلغ معين كل شهر.
تختتم قائمة الإيجابيات بأن عملية البيع والشراء في سوق الأسهم بسيطة وسهلة لجميع المستثمرين، حيث يتم شراء الأسهم من خلال مساعدة الوسيط المالي أو عبر الإنترنت، فلا تستغرق العملية بضع دقائق لإنشاء حساب وبدء الشراء، كما يمكن للمستثمر أيضًا شراء وبيع الأسهم بسهولة دون الذهاب إلى أي مكان، ويتم إضافة الأرباح مباشرة إلى حسابه المصرفي المسجل في حسابه.
سلبيات الاستثمار في الأسهم
أما سلبياته، فتكمن في مخاطره التي تفوق مخاطر الاستثمار في العقار، أصول مالية غير عينية، دخل غير ثابت في العادة، وهناك إمكانية زيادته أو نقصانه حسب الأداء المالي للشركة أو القطاع، لذلك على المستثمر ضرورة التمتع بالعلم والخبرة والمعلومة الصحيحة لاتخاذ القرار الاستثماري الصحيح في الوقت الصحيح.
من سلبيات استثمار الأسهم هو إمكانية انهيار هذا السوق وحصول تقلبات يومية عليه بطريقة سلبية تخلق العديد من المخاوف لخسارة كل شيء، وإذا حصل شيء من هذا القبيل يستغرق التعافي والشفاء منه عدّة سنوات، وخير مثال على ذلك الانهيار الذي حدث في عام 2008.
الأخير في قائمة سلبيات الاستثمار في سوق الأسهم هو تقلبات السوق، حيث هناك دائماً رابحون وخاسرون في هذا السوق، يستطيع الرابحون جني الكثير من المال، أما أولئك الخاسرون سيشاهدون استثماراتهم تتلاشى تدريجياً، فإذا كنت ترغب في الاستثمار في سوق الأسهم يجب أن يكون وضعك المالي مستقراً بما يكفي لتحمل التقلبات.
الخلاصة تنص على أن توقعات أسعار الأسهم أو العقارات ليست بالأمر السهل، لكن مع وجود برامج تمويل قليلة التكلفة والفائدة قد تجعل من الاستثمار في قطاع التطوير العقاري أكثر حظاً في هذه المعادلة، إلى جانب النظر في الأسهم ذات العوائد المستقرة نسبياً، التي تتداول أسعار عادلة ومعقولة للغاية، أو قد يكون الحل الأوسط في استثمار أسهم الشركات الموجودة في السوق العقاري، وبهذا نكون قد جمعنا بين استثمار الأسهم والعقارات في آن واحد.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي خصصنا الحديث فيه عن المقارنة بين الاستثمار في العقارات أم الأسهم مع ذكر الإيجابيات والسلبيات لكل منهما، آملين أن نكون قد وفرنا عليك عناء البحث. لمزيد من المواضيع، تابع ماي بيوت المدونة العقارية والاجتماعية الأولى باللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة ليصلك كل ما هو جديد، حيث يمكنك الاطلاع على كيفية حساب العائد على الاستثمار، بالإضافة إلى نصائح الاستثمار العقاري في دبي للأجانب، فضلاً عن كيفية الاستثمار في العقارات، وغيرها من المواضيع. أما في حال كان لديك أي استفسار يمكنك تركه في خانة التعليقات أسفل الصفحة، وسنكون سعداء بالرد عليك.